مقالات

الشراكة بين الأسرة والمؤسسة التعليمية نحو فاعلية تعليمية أعلى(أزمة كورونا نموذجا)

بقلم : د. مصطفى عرابي (مدرس المناهج وطرق التدريس بكلية الدراسات العليا للتربية – القاهرة)

يواجه التعليم للعام الثاني على التوالي تحديات كبيرة في ظل أزمة فيروس كورنا المستجد(Covid-19) ، والذي أحدث تغييرا واضحا وملموسا في أساليب التعليم والتعلم على مستوى العالم أجمع؛ حيث أصبحت الحاجة ماسة وملحة لتنفيذ التعليم الإلكتروني عن بعد، وأصبح أبناؤنا يقضون في البيت معظم أوقاتهم؛ مما يُعلي من مهام الأسرة تجاه الأبناء، فلم يعد دور الأسرة هو مجرد المتابعة، وإنما أصبح للأسرة دور في إقامة شراكة تعليمية مع المدرسة لتحقيق نواتج التعلم المنشودة في أبنائها.

وقد أكد تقرير تبني التعليم الرقميعن بعد الذي أصدره مكتب التربية العربي لدول الخليج (2021) أن إغـلاق المـدارس والـجامـعات لـفترة قـصیرة أو طـویـلة بسـبب أزمـةانـتشار فـیروس کـورونـا؛ وضـع الأنـظمة الـتعلیمیة أمـام تحـدیـات حـتمتعـلیها تـنفیذ خـطط طـوارئ تـمثلت في إیـجاد فـرص وبـدائـل أخـرى لـتقدیـمالـتعلیم، مـنها إتـاحـة فـرص الـتعلم عـبر الإنـترنـت لمجـموعـة کـبیرة مـنالطلبة.

وفي ضوء تلكالتحديات فإن المؤسسات التربوية بعامة عليها أن تحقق أقصى قدر ممكن من التوظيف الشراكة التعليمية بين المدرسة والأسرة من أجل التقليل من مشاكل التعليم الإليكتروني والتعليم عن بعد؛ حتى يمكن تعويض الخلل التعليمي الذي سببه الانقطاع عن المدرسة أو ضغط المقررات التعليمية أو حذف بعض أجزائها.

يبدأ دور الأسرة في هذه الشراكة بداية من التخطيط للعملية التعليمية، وإعلام ولي الأمر بمخططات المؤسسة التعليمية لتحقيق فاعلية تعليمية حقيقية من الدراسة، والتحقق من توفير المتطلبات اللازمة لتحقيق تواصل تعليمي فعال من خلال إعداد البنية الأساسية لذلك من أجهزة، وإنترنت، إلى جانب أدوات التعليم والتعلم التقليدية.

كما أن للأسرة دورا فعالا في تنفيذ التعليم الإلكتروني من بعد؛ حيث إن مشاركة أولياء الأمور لأحداث العملية التعليمية، ومتابعة حضور أبنائهم ومشاهدتهم للفيديوهات التعليمة، وحل مشاكل التواصل المباشر وغير المباشر من شأنه أن يزيد من معدل الاستفادة لدى الأبناء.

وللأسرة أيضا دور جلي وواضح في تنفيذ التقويم لنواتج التعلم من خلال متابعة أداء الأبناء في الإجابة عن الأنشطة والتدريبات التي يحددها المعلم، وكذلك ممارسة بعض الأنشطة التعليمية مع الطلاب وقت فراغهم، بالإضافة لمراقبتهم لأبنائهم أثناء أداء الاختبارات الشهرية أو الأسبوعية، مما يجعل الطالب مقتنعا بأنه في بيئة تعليمية حقيقية؛ وليست مجرد أوقاتا يقضيها للتسلية.

وختاما فإن هذه الشراكة المنشودة إن وضعت موضع الاعتبار لدى المؤسسات التعليمية وبدأت في توظيفها لخدمة العملية التعليمة لا شك أنها ستنعكس إيجابا على المستوى التعليمي لأبنائنا الطلاب؛ فهلا اهتمت مدارسنا ومجالس إداراتها بالبحث في آليات تفعيل تلك الشراكة.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى