مقالات

المدارس القومية..التاريخ والحاضر والمستقبل

بقلم : حمدى مبارز

لعل القراء الكرام لا يعرفون الكثير عن مدارس المعاهد القومية وقصتها عبر التاريخ المصري الحديث

لقد كانت مدارس المعاهد القومية قبل العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، هي المدارس الإنجليزية والفرنسية التي لا يوجد بها كنائس، وقام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم تلك المدارس عقب العدوان الثلاثي على مصر والذي شاركت فيه إنجلترا وفرنسا، وكان ذلك نوعاً من رد الفعل على عدوان إنجلترا وفرنسا عام 1956،

وأنشئت الشركة العامة للمعاهد القومية، ثم قامت وزارة التربية ممثلة في شخص وزير التعليم حينذاك «السيد يوسف» ببيع تلك المدارس وممتلكاتها إلى الجمعيات التعاونية وفق عقود مسجلة من الشهر العقاري بقصر النيل بالقاهرة، وأصبحت تلك المدارس ملك الجمعيات التعاونية التعليمية منذ ذلك التاريخ
وفى عام 1979 وبالتحديد فى الحادى والعشرين من يناير تم إشهار الجمعية التعاونية التعليمية العامة للمعاهد القومية، بهدف مشاركة قطاع التعاونيات، الذى كان نشطا فى ذلك الوقت، فى العملية التعليمية بإنشاء وإدارة مدارس تخضع لإشراف وزارة التربية والتعليم

وفي عام 1990 حينما كان الأستاذ الدكتور أحمد فتحي سرور وزيراً للتعليم قام بإصدار القانون رقم (1) لسنة 1990 بشأن الجمعيات التعاونية التعليمية واللائحة التنفيذية له، ومنذ ذلك الحين كانت ومازالت تدار تلك المدارس من خلال الجمعيات التعاونية التعليمية ومجلس إدارة منتخب وتحت إشراف وزارة التربية والتعليم، والجمعية العامة للمعاهد القومية بالقاهرة تضم 39 مدرسة، واحدة بالمنيا وأخرى ببورسعيد و11 بالإسكندرية، وأكثر من 30 مدرسة بالقاهرة والجيزة يتعلم بها أكثر من 150 ألف طالب وطالبة.

وشكلت هذه المدارس قوة مصر الناعمة حيث تخرج منها رموز المجتمع العربي والمصري، فالراحل الملك حسين ملك الأردن والفنان العالمي عمر الشريف والفنان الراحل أحمد رمزي من خريجي كلية فيكتوريا بالإسكندرية، فضلاً عن الملكة صوفيا ملكة اسبانيا التي تخرجت في كلية النصر للبنات بالإسكندرية.

والحقيقة أن هذه المدارس نجحت فى جذب الكثير من الراغبين فى الانضمام لها كنموذج جديد للتعليم الأقرب للخاص، حيث لم يكن هناك فى ذلك الوقت ما يسمى الآن بالمدارس التجريبية

وطيلة السنوات الماضية كانت تلك المدارس، التى بدأت فى محافظات القاهرة والجيزة ثم توسعت لتصل الى محافظات أخرى مثل الاسكندرية والمنيا وبورسعيد، نموذجا للتعليم الجيد الوسط مدفوع الأجر (ولكن برسوم معقولة) الذى يجمع بين مميزات الرقابة الموجودة فى المدارس الحكومية كونها خاضعة مباشرة لإشراف الوزارة، والجودة الموجودة فى المدارس الخاصة

واشتهرت بعض المدارس وأصبحت مكانا يجذب أبناء الطبقة العليا فى مصر، مثل كلية فيكتوريا فى المعادى والتى تم تسميتها على اسم الملكة فيكتوريا ملكة إنجلترا، ومدارس الليسيه المشهورة فى القاهرة والجيزة التى أنشأتها البعثة الفرنسية وتدرس الفرنسية، ومدارس كلية النصر بالمعادى، ومدارس كلية الإقبال فى الاسكندرية، ومدارس بورسعيد القومية التى تدرس باللغة الانجليزية، ومدرستى أسماء فهمى وأبوالهول فى الجيزة

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى